Saturday, October 3, 2009


البوكر على الفايسبوك.. مجرد لعبة أو طريق الى المقامرة
GMT 10:30:00 2009 السبت 3 أكتوبر

-->نسرين عجب
بيروت : "اسرعوا قليلاً حتى نصل، نريد أن نلعب بوكر"، عبارة سمعتها أمال من مجموعة من المراهقين المارين قرب منزلها. ومع أن الشباب لا يمتون الى السيدة الخمسينية بأي صلة ولكن كلمة "بوكر" أثارت حفيظتها وخلقت في داخلها نوعًا من الغضب الممزوج بالخوف على هؤلاء الشباب، فما تعرفه عن "البوكر" انها لعبة من ألعاب الميسر، وهي التي تعاني منذ زمن بعيد مع زوجها المقامر والذي لم تستطع عائلته تغيير عادته السيئة، بل مع الوقت كان يتعلق بلعب الميسر أكثر وأكثر.
الا أن البوكر التي يتحدث عنها المراهقون ليست البوكر التي تسمع عنها أمال، مع أن "البوكر" بمفهوم الشباب هي نفسها البوكر بمفهوم الكبار، المبدأ نفسه، الادوات نفسها، وطريقة اللعب نفسها، ولكن الفارق ان الكبار يذهبون الى اللعبة، أما الشباب فهي تأتي اليهم عبر الموقع الاجتماعي فايسبوك.
واذا كان الفارق الابرز بين الاثنين أن في لعبة البوكر الحقيقية الاشخاص يقامرون بمالهم أما عبر الفايسبوك فالأموال وهمية، ولكن ذلك لا يمنع أن تتحول اللعبة الى عادة سيئة يدمنون عليها، وقد تدفعهم في يوم من الايام الى المقامرة الحقيقية.
وفي هذا الصدد تقول مايا (28 عاماً): "معظم أصدقائي يلعبون هذه اللعبة، وفي مرة من المرات سألت صديقي وماذا بعد البوكر عبر الفايسبوك، أجاب باستهزاء الكازينو". وتعلّق: "رغم أنه كان يقول ذلك بمزاح ولكني حقاً أخشى أن تقوده هذه اللعبة الى المقامرة". وفي السياق عينه يقول سلام (34 عاماً) ومغترب: "احدى المرات دخل مديري الى مكتبي واستغرب وجودي بعد الدوام بساعات، وظن اني أعمل لكن في الحقيقة كنت ألعب البوكر، ان ذهبت الى المنزل سأكون وحدي وسألعب البوكر وفي المكتب ألعب، لذا بقيت".
يسري التعلق باللعبة على كل من يلعبها من الشباب والصبايا وحتى الذين قطعوا سن الشباب. وفي هذا السياق يقول سامر، مصفف شعر أربعيني: "كل يوم أنتظر نهاية دوام العمل لأعود الى المنزل وألعب بوكر مع أقربائي وأصدقائي". ويشرح: "معظم اللاعبين لا يعرفون بعضهم البعض ولكن نلتقي على طاولة اللعب نفسها، نتحادث ونلعب لساعات طويلة". ومع أن اللعب يكون بأموال وهمية، الا أن سامر يلفت الى أنهم أحياناً يشترون الأموال من بعضهم البعض بأموال حقيقية، لأن مبدأ اللعبة يقوم على أن من يخسر كل أمواله يخرج من اللعبة، وليضمن بقاءه عليه ان يحصل على الأموال.
كما هناك أشخاص متعلقون باللعبة هناك من يرفض أن يجربها، ومنهم سارة (28 عاماً) التي تلقت أكثر من دعوة للمشاركة في اللعب لكنها كانت في كل مرة ترفض الدعوة من دون حتى أن تفكر في التجربة. وتشرح وجهة نظرها ان الفايسبوك يفتح أعين المشتركين فيه على لعبة البوكر ويفسح المجال أمامهم لتعلمها، وبعد التعلق بها ما الذي يمنع من ان يحاولوا أن يلعبوها في الحقيقة، وبهذه الطريقة ينجرّون الى المقامرة من دون أن يدروا.
من جهتها، تعتبر نورا (21 عاماً) أن لعب البوكر عبر الفايسبوك هو مضيعة للوقت، لذا لم تحاول أن تلعبها أبداً. أما مروان (29 عاماً) فلا يعرف كيف يلعبونها ولم يجرّبها أبداً لأنه يعتبر أن لا معنى لها.
في المحصلة، قد تكون لعبة البوكر مثلها مثل كل الألعاب على الكمبيوتر، ولكن ما يشاع عن ان وراء الفايسبوك استخبارات أميركية واسرائيلية يثير الشكوك ويطرح العديد من الاسئلة حول الغاية من هذا النوع من الالعاب!

No comments:

Post a Comment