Monday, August 8, 2011

حتى المشي في الطبيعة فيه تحقيق!


Print Article

حتى المشي في الطبيعة فيه تحقيق!

نسرين عجبGMT 4:59:00 2011 الأربعاء 3 أغسطس

قد تستغرب ولكن تعتاد أن تكون قرب مراكز عسكرية في جنوب لبنان أو في البقاع ويعترضك رجال انضباط يسألونك عن اسمك وربما هويتك... ومع أن المنطق يقول ان هذا الاجراء من حق الجيش اللبناني فقط، ولكن في لبنان أصبح أمراً واقعاً أن يعترضك رجال غير الجيش اللبناني ويتعاطون معك من منطق سلطة.

كل ذلك بات معروفاً وربما ربما مبرراً في مناطق حدودية مع العدو الاسرائيلي خصوصاً بعد موجة العملاء التي سادت لبنان مؤخراً، ولكن أن تكون في رحلة مشي في الطبيعية في جبال نيحا الشوفية ضمن مجموعة بينها أطفال وطلاب مدارس ويعترضك رجال انضباط من حزب الله ويمنعونك من متابعة المشي الى المقلب الآخر من الجبل قبل أن تزودهم بأسماء كل المجموعة، فهذا أمر مستغرب.. وأن يصّر الرجال نفسهم على أن يأخذوا اسم المرشد السياحي واسم أمه ورقم سجلّه فهذا أمر غير مقبول... علماً أن المسؤولين عن الرحلة أبلغوا مخابرات الجيش اللبناني بالمشروع. والمضحك المبكي أن هذا المرشد السياحي ابن نيحا... المنطقة التي تمشي فيها المجموعة... مضحك مبكي أن يأتي غريب الى منطقتك ينشيء مركزاً عسكرياً فيها ويحقق معك اذا قررت أن تكتشف الطبيعة بحجة حمايتك!

ما هو الخطر الذي تشكلّه مجموعة قررت أن تقصد الطبيعة وتموّه عن نفسها في ظل المماحكات السياسية التي لا تنتهي في هذا البلد؟ أم أن منطق التحقيق والتقصّي أصبح سائداً على كل شيء في لبنان؟؟

نعم كانوا لطفاء، ولكنهم كانوا مسلحيّن في منطقة عقلك المتواضع يستغرب أصلاً وجودهم فيها، فنيحا ليست على الحدود مع العدو الاسرائيلي. قالوا ان عندهم أشغال في المنطقة! ويسأل عقلك المتواضع مجدداً ما هي الأشغال التي يقوم فيها عناصر مسلحة من حزب الله في جبال نيحا الشوفية؟ واذا كان هناك داعياً لمركز عسكري اليس جديراً أن يكون للجيش اللبناني؟

http://www.elaph.com/Web/opinion/2011/8/673233.html





Print Article
الآن فهمت كيف تعيش أزمة لبنان وأنت بعيد

نسرين عجبGMT 15:36:00 2011 الإثنين 16 مايو

كنت أظن أن الذين اختاروا أن يعيشوا خارج لبنان، اختاروا أن يأخذوا مسافة من هذا البلد الصغير بمساحته الكبير بمشاكله.. ويبتعدوا عن هموم السياسية التي باتت تثير اشمئزازنا نحن اللبنانيين، وتجعلنا نفكّر مئة مرة في اليوم بالهجرة ربما الى جزر الهاواي التي قد تكون أبعد نقطة جغرافية عنهم وعن المشاكل التي أغرقوا البلد فيها.

وفي العدوان الاسرائيلي على لبنان تموز الـ 2006 كانت المفارقة بالنسبة لي أن بعض أقاربي في المهجر يتابعون الأخبار لحظة بلحظة ربما أكثر مني أنا في لبنان... استغربت ذلك اذ كنت أعتبر أني على خط التماس وتحت الخطر وبالتالي تهمني الأخبار أكثر منهم.. الى أني صباح الأحد 15 أيار 2011 أختبرت بنفسي كيف يكون الشعور عندما تحصل اشتباكات في لبنان وأنا بعيدة ساعات سفر طويلة عنه..

كنت أتحدث مع صديقتي عبر الـ WhatsApp (خدمة الرسائل عبر الهاتف) وقالت لي: "علقانة في لبنان".. لأول وهلة ظننت أنه الحال الذي عودنا عليه سياسينا في الخلافات فيما بينهم.. فلم أكترث كثيراً.. أصلاً أنا قررت أن أفصل نفسي عن أخبار السياسة ولا أسمع أي منها خلال غيابي.. فأنا أحتاج الى نقاهة منها ومنهم (السياسيين)، ولكن ومن باب الحشرية سألتها "شو صاير" وكان الجواب "على الحدود.. الفلسطينين والسوريين مع الاسرائيليين".. كانت هذه الكلمات البسيطة كافية لتدفعني دفعاً الى المواقع الاخبارية للاطلاع على مجريات الأمور.. وما وجدته كان جملة تقول: "ستة قتلى وأكثر من سبعين جريحاً في اطلاق نار اسرائيلي على الحدود اللبنانية".. نزلت هذه المعلومات كالصاعقة عليّ، فأنا عشت بعضاً من تجارب ما يعرف باطلاق النار الاسرائيلي على لبنان، وذاكرتي لم تنس بعد كيف كان ينهال القصف الاسرائيلي على لبنان سنة 2006 وكيف دمر حقدهم المعابر والجسور.. وووو.. اذا مجرد وجود "اسرائيل" في الموضوع كان كافياً في اثارة مشاعر أخرى غير اللامبالاة في داخلي... تحركت كل مشاعري صوب لبنان، وكان كل همي في تلك اللحظات أن أعرف ما يحصل.. مضيت معظم النهار (الذي كان أصبح بعد الظهر في لبنان) أحاول أن أتسقط الأخبار من أصدقائي هناك وأطلع على ما يحصل في الوقت الذي لم تفدني الأخبار على الانترنت بالشيء الكثير، وكانت الأخبار العاجلة تقلقني أكثر وأكثر.. الى أن علمت بحقيقة ما يجري واطمأنيت الى أن هذا الرصاص، مع أنه حصد عدداً من الشهداء والجرحى، ولكنه موقتاً ولم يمتد الى عناقيد غضب كالتي أرتني اياها اسرائيل سابقاً... وشعرت بنوع من النشوة لاحياء الذكرى الـ 63 لنكبة فلسطين بطريقة استفزت اسرائيل.. وكأن أمل لاح في سماء أفكاري أن الانتفاضة الكبرى آتية لا محالة.. وربما سنكون يوماً على موعد مع القضاء على هذا الكابوس المزعج الذي تعرّفه المصطلحات الدولية بـ "اسرائيل".

هدأت.. ولكن كان لهذه الساعات أثراً داخلياً استوقفني.. نعم البعيد يقلق أكثر لأنه بعيد ولا يعرف ماذا يجري هناك وأيقنت أننا نحن اللبنانيين تربطنا ببلد الأرز رابطة دم قوية، تجعل اسمه ينبض في عروقنا، خصوصاً عندما نغيب عنه.. وعندما نتمنى أن نبتعد عنه فذلك لنرتاح من هذا الوضع السيء الذي أغرقنا فيه من ولوا أنفسهم علينا.. أو قد نكون نحن من ولاهم علينا!!!