Tuesday, July 15, 2014

بين داعش والموساد.. الشباب العربي هو الأمل



"داعش".. اسم بات يثير خوفاً ورعباً في النفوس، فالصورة الحاضرة عنه هي القتل والاغتصاب تحت مسمى الدين. وبعد سوريا والعراق أصبح اسم هذا التنظيم متداولاً في لبنان، البلد الأكثر انفتاحاً بين الدول العربية. وبعد الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق لا يخفيك اللبنانيون سراً الخوف من انتقال هذا التعصّب والوحشية الى لبنان.   تزامناً مع حرب اسرائيل على غزة، تتداول الصحافة معلومات عن ارتباط "داعش" بالموساد الاسرائيلي يدعمها واقع أن ذلك التنظيم الذي يحمل الدين شمّاعة لفضاعة جرائمه يقاتل في الدول العربية ولم يحرّك اي ساكن اتجاه اسرائيل وتنكيلها بالشعب الفلسطيني. وهذا يفسّر ذاك خصوصاً مع ربطه بما تم تداوله ايضاً أن تنظيم القاعدة هو صنيعة اسرائيلية.   على خط مواز لجبهات الموت المتنقلة بين سوريا والعراق والجرف الصامد في قطاع غزة، بتنا نقرأ الكثير عن المنح والتحفيزات التي تقدمها اسرائيل للشباب لتجنيدهم عسكراً مخفياً لحملة دعائية لها عبر الانترنت.   وبين الواقع والافتراض يتم استغلال الكثير من العرب، خصوصاً الشباب في هذه الحروب، بطعم المال والدين. وهنا وعلى سبيل المثال اذا توقفنا عند نساء القاعدة، الظاهرة التي كثيراً ما انتشرت في العراق واليمن، نجد أن الفقر هو العامل الأساس الذي يتم استغلال النساء وفقه، وهذا ينسحب على كل الاستغلالات التي يتعرض لها سواء الشباب أو النساء أو الأطفال.   واذا ذهبنا أبعد من ذلك في التحليل، نلاحظ أن موجة القتل والدم في العالم العربي جاءت في أعقاب ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي، والذي بدأ في تونس لينتقل كالنار في الهشيم الى الكثير من الشعوب المقهورة التي نفضت عنها وشاح الخوف وتمردت. وفي الوقت الذي يمكن القول إن الربيع أزهر في تونس، الا أن بعض الديكتاتوريات عمدت الى حرقه وجاء من يصطاد في الماء العكر تحت مسمى الدين. وهنا أستشهد بما روته لي سيدة مسيحية هاربة من سوريا الى لبنان. كانت تتحدث اليّ والخوف باد في عينيها وصوتها من دون أن تغفل التشديد على أنها مع النظام السوري، وكان واضحاً أن ذلك ما هو الا خشية من   عواقب عكس ذلك. تحدثت عن انقلاب جيرانها المسلمين عليهم بين ليلة وضحاها، وكيف حوّلهم التحريض الى أعداء بعد التعايش التي كان يُشهد لسوريا به، والذي لمسته شخصياً خلال مشاركتي في مؤتمر حول دور المرأة في الحوار الاسلامي المسيحي في الـ 2010، وكان مثار اعجابي في ظل التمزّق اللبناني.   والحال نفسه في العراق، حيث يُضرب على الوتر الديني والتعصب الطائفي، وغيرها وغيرها من الدول العربية التي باتت تحت سلطة تغييب الوعي والعقل وتحريك الغرائز. وهذا التشدّد الذي تشهده خطابات التنظيمات الاسلامية يولّد شحناً طائفياً وتشدّداً مضاد، يرافقه خوف ورعب في أوساط الأقليات، وبهذه الطريقة تكون الدول العربية تفني نفسها بنفسِها.   وسط هذه الصورة السوداوية والتي بطبيعة الحال تبعث على اليأس، الا أن هناك ضوء هذا القمر وسط الظلمة الحالكة، هذا الأمل بالشباب العربي الذي نفض عنه غبار الصمت وقال لا للديكتاتوريات. نعم لم تصل الثورات العربية الى خواتيم سعيدة وقد ينعتها البعض بالفشل، ولكن لما لا ننظر الى الجانب الايجابي فيها أن الشعب كسر صمت الخنوع، وطريق الالف ميل تبدأ بخطوة. الا أن هذه الطريق مزروعة بالألغام، وكي يحقّق الشباب العربي التغيير الحقيقي المطلوب لا بد من التسلّح بالوعي ودرس الخطوات جيداً بعيداً من مبدأ الغاية تبرّر الوسيلة، ففي ظل المخططات والمعادلات السياسية الاقليمية كل خطوة محسوبة وقد يكون ثمنها شللاً وعبودية أكثر احكاماً وليس حريّة!  

@nisrineajab

Tuesday, July 8, 2014

تطرّف اللبناني.. حتى في كأس العالم!




تطرّف اللبناني.. حتى في كأس العالم!
نسرين عجبGMT 13:03 2014 الثلائاء 8 يوليو
يستوقفني بين الحين والآخر بعض الاشياء التي تثير استغرابي على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، مثل أن يكون لطفل في الخامسة من عمره صفحة خاصة، أو تلقي كمّ من الدعوات الى ألعاب من أمهات، وأحياناً في أوقات متأخرة من الليل. ماذا يمكن لطفل في الخامسة أن يفهم في الفايسبوك، وكم من المسؤوليات تهملها أم لتتواجد بهذا القدر على الموقع؟ واذا كانت هذه الحالات تنحصر بالجانب الاجتماعي، فما يستوقفني فعلاً ويثير قلقي، التطرف الذي أقرؤه في تعليقات بعض الأصدقاء على الأحداث. ومع ارتفاع احتقان الشارع اللبناني، أحياناً يلتقي على صفحتي، جنباً الى جنب، تعليق لأحد من 14 آذار يحرّض على 8 آذار وتعليق لأحد من 8 آذار يحرّض على 14 آذار.. وأسأل نفسي يلتقي تطرفهما على الفايسبوك ويترك هذا الأثر السلبي في داخلي، فكيف اذا التقيا وجهاً لوجه، ماذا يمكن أن يحصل؟ هذا التطرف في التعاطي مع الأمور انسحب أيضاً على مباريات كأس العالم، فكثيراً ما ترد أمامك عبارة "مش قارينكم"، يقولها مشجع لاحدى الفرق لمشجعي الفريق الآخر.. حتى في الرياضة تغيب الروح الرياضية!

هذه لعبة رياضية تقام على أرض تبعد ساعات وساعات عن لبنان ونتطرف في تشجيع من يلعبون فيها، نتطرف لفرق لا يمتون لنا بصلة ومن المؤكد لبنان ليس ضمن اهتماماتهم، هذا اذا كانوا سمعوا عنه بالدرجة الأولى، وما ذلك الا انعكاس لتطرف وعدائية أصبحا جزءاً من ثقافتنا، وإن يكونا نافرين أكثر في السياسة.
لا أدعي الطوباوية، أنا مشجعة رياضية وكلبنانية كان لي موقف سياسي يؤيد هذا الموقف أو يعارض ذاك، ولكن مع الوقت بدأت تتبلور قناعة راسخة لدي أن كلا الطرفين يعمل بما يخدم مصلحته وأننا كشعب، لسنا بالنسبة للسياسيين سوى مجرد فتيل يحكمون القبضة عليه، قنبلة موقوتة تُحشى بالبارود لتفجيره في التوقيت الذي يناسب مصلحتهم. وصرت أرى كيف أصبح الشعب اللبناني مخدراً، تُسحب منه الحقوق والخدمات، وصفحات الفايسبوك تضّج بتأييد هذا الفريق ومعارضة ذاك، شتيمة وعنصرية وتحريض كل ضد الفريق الآخر، ضحك على مهزلة وضعنا الاقتصادي والمعيشي تنكيت على انقطاع الكهرباء وشح المياه وازدحام السير والفراغ الرئاسي وتمديد مجلس النواب لنفسه، وشراسة وقذح وذم لأخصام الزعيم.. وبدل التيقض والوعي للواقع السياسي المتأزم، اللبنانيون مستنفرون ومستعدون لحرب أهلية بسبب مباريات كأس العالم!!