Monday, August 27, 2012

حقي دولة تحميني من الزعران والا فلترحل


حقي دولة تحميني من الزعران والا فلترحل



GMT 14:17 2012 الإثنين 27 أغسطس


نسرين عجب

كمواطنة لبنانية، لا يمكن لي الا أن أغضب من كل ما يحصل.. فمن غير المقبول مثلاً أن تمضي أكثر من ساعة على أوتوستراد الناعمة في ساعة متأخرة من مساء السبت، الذي يفترض أن يكون عطلة نهاية الاسبوع لترتاح فيه، ويلّح عليك السعال لأكثر من ربع ساعة من جراء رائحة الكاوتوشوك المشتعل، فقط لأن مجموعة "زعران" قرروا أن يحتجوا بقطع الاوتوستراد واشعال الاطارات..والأنكى أن ترى، فقط ترى الجيش اللبناني وافقا على جانب الطريق فيما مستوعبات النفايات تشتعل وعلى بعد بضع كيلومترات وفيما أنت راكن سيارتك اجباريا على الاوتوستراد بسبب ازدحام السير، يمر أمامك مراهق لم يبلغ السادسة عشرة من عمره وهو يحمل عبوة تتسع لنحو عشرين ليترا من البنزين ويقطع بها الاوتوستراد..من غير المقبول ان يتحول كل الشارع اللبناني الى ساحة للزعران على مرأى من الحكومة العتيدة التي لا يفعل وزير داخليتها شيئا سوى ان يعتلي منبر الوسائل الاعلامية ليطمأن بعد أكثر من ثلاثة أشهر أن أمن المخطوفين اللبنانيين ممسوك وأن المساعي جارية للافراج عنهم، فيما تسمع عبر الوسائل الاعلامية أن أحد المخطتفين أفرج عنه وعندما تسأل وزير الداخلية يقول لك لا معلومات رسمية عندنا في هذا الصدد.من غير المقبول أن يصبح الخطف في بلد الأرز مسألة عادية، تحصل كل يوم كما يرتفع سعر صفيحة البنزين كل أربعاء. من غير المقبول أن يكون العالم يشيّع نيل ارمسترونغ الذي حقق انجازا بالوصول الى القمر ولبنان يشيّع شبابا على خلفيات مشاكل لا تهدأ.. كمواطنة لبنانية أطالب بأبسط حقي أن أشعر بالأمان في بلدي.أبسط حق لمواطن على دولته في أن تحميه من الخارجين عن القانون المستهترين فيها والذين أصبح قطع الطرقات وحرق الاطارات والاعتداء على السيارات بالتكسير أمرا عاديا بالنسبة لهم، ولا أحد يحاسبهم.. صحتي حقي وأعصابي حقي وحقي وحقي وحقي.. حقي أن تضرب دولتي بيد من حديد لتعيد وهرتها المهدورة، والا فلترحل.

- See more at: http://www.elaph.com/Web/opinion/2012/8/757676.html#sthash.7VIuTAQo.dpuf

Thursday, August 16, 2012

خطف عابر للحدود يجّر موت سوريا الى لبنان



خطف عابر للحدود يجّر موت سوريا الى لبنان

نسرين عجب GMT 6:06:00 2012 الخميس 16 أغسطس
أحد عشر لبنانيا، معهم بدأت مؤخراً قصة الخطف العابرة للحدود بين لبنان وسوريا. قصة لا تشبه حتى الأفلام البوليسية العربية. الخاطف يطل على الشاشات وكذلك المخطوفون، تتحدث اليه الوسائل الاعلامية، تستضيفه على شاشاتها، حوار في العلن خارج زمام السلطة، أخذ ورد لا يثمر تحقيق لا مطالب الأهالي ولا مطالب الخاطفين. يتحرك الأهالي، يعتصمون، يقطعون طريق المطار، كبش المحرقة دائماً، ولكن عبثاً..

وتتطور السيناريو يضاف الى المخطوفين شخصية جديدة، يحاول الجيش السوري الحر من خلاله الضغط على حزب الله ليدفعه الى الاعتذار منه، المطلب الاساس، ولكن الحزب يتبرأ من المخطوف وينأى بنفسه عن القضية، تتحرك القبلية وترد الصاع صاعين. خطف من هنا وخطف من هناك، هكذا يتحول المشهد من دون أن تكترث الدولة، الغائبة أصلاً. تخال نفسك في صعيد مصر، حيث لا هيبة للدولة، كما تعكس لنا الشاشات العربية، وشريعة غاب الغلبة فيها للأقوى انطلاقاً من منطق "ما يؤخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة". وفي ظل هذا الاستقواء، لم يرحم القصف الغاشم في بلد الموت اللبنانيين "الضيوف" كما دأب الخاطفين على تسميتهم، فاستشهدوا في قضية لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

غريب وكأن هذا البلد الصغير لا يكفيه مشاكله، وكأنه لم يشبع مما قاساه من النظام السوري من خطف وقتل وتعذيب، حتى يزّج بمشاكل هذا النظام في سوريا أيضاً. اذا اشتعلت في لبنان تتدخل سوريا، واذا اشتعلت في سوريا لا بد للبنان أن ينجر وكأنه محكوم عليه أن يكون شريكاً في اللعبة، شاء أم أبى.

من يراقب تسارع الأحداث في سوريا وارتفاع صوت الموت فيها، يصبح على يقين أن ما يحصل ينبىء بأن المشهد ذاهب باتجاه واقع دراماتيكي، أكثر ما يخشى فيه أن تجر الأزمة السورية، بكل ذيولها، الى لبنان... في ظل دهشة وصمت العين الساهرة!

Wednesday, August 15, 2012

براء البوشي بك وصلتني رائحة الموت في سورية


براء البوشي بك وصلتني رائحة الموت في سورية
نسرين عجب GMT 8:00:00 2012 الأربعاء 15 أغسطس
لم يكن الخبر العاجل الذي وضعته الجزيرة هذه المرة عادياً بالنسبة لي رغم أن أخبار القتل والدمار في سوريا أصبحت واقعاً يومياً نعيشه ولكن تتغير فيه أعداد الضحايا. ولكن الخبر هذه المرة لمسني في مكان ما، فانتابني شعور بالضيق. مقتل الصحفي براء البوشي في قصف على مدينة التل في ريف دمشق، اسم براء وسوريا وصحافة مألوف بالنسبة لي خصوصاً أني في خضم متابعتي للأحداث هناك استوقفتني احدى الرسائل الصحفية عن المجازر في سوريا للاسم ذاته مع الصورة التي أعرفها، ولكني لم أتأكد من العائلة. ضلت الريبة تلاحقني وان ليس طويلاً حتى رأيت صديقا مصرياً يضع صورة لبراء الذي يعرفه كلانا عبر الفايسبوك ممهورة بكلمات تؤكد الخبر.. "استشهد منذ قليل صديقي الصحفي الملازم بالجيش السوري الحر براء البوشي..."، وكانت صدمتي، فرحت أبحث عمّا كتب عنه واذا بسيل من العبارات التي تقول فيه أجمل عبارات الثورة.. ومن بين ما وجدت سيرة ذاتية بقلمه:
"الملازم المجند براء يوسف البوشي
قبل الثورة: عملت صحفياً ميدانياً، في موقع سيريانيوز الإخباري، لمدة تقارب السنتين.
ناشط في الموقع ضمن التحقيقات الصحفية الاستقصائية
أجازة من جامعة دمشق كلية الإعلام عام 2009-2010
حاصل على المرتبة الثانية لفئة التحقيقيات الصحفية الاستقصائية البيئية في مؤتمر أريج الثاني".

هذا الشيء الأخير هو الوحيد الذي أعرفه عن براء، ففي مؤتمر لأريج في الأردن التقينا عام 2009، لم نتحدث كثيراً وبالكاد تبادلنا أطراف الحديث ولكن أذكر جيداً أنه كان يشّع حيوية ويبدو ذلك واضحاً في الصور التذكارية التي أخذتها المجموعة ونحن نغادر المنتجع السياحي على البحر الميت.. أذكر أيضاً حماسه وهو يتحدث عما يحدث في سوريا عبر شاشة الجزيرة.

داوود، صديقنا المشترك، كتب لك يا براء: صحافي شاب رحل اليوم من أجل قضية آمن بها!
تحية صديقي فلترقد بسلام. وأنا أقول لك لم أكن أتخيل يوماً أن أسمع بموت أحد أعرفه عبر شاشات التلفزة، ولكن معك براء شممت رائحة الموت في سوريا، وانه حقاً لأمر موجع.