Wednesday, January 30, 2013

أعتقوهم من تزمتكم واتركوا لهم حرية الخيار!


Print Article
أعتقوهم من تزمتكم واتركوا لهم حرية الخيار!
نسرين عجبGMT 7:04 2013 الخميس 31 يناير
وسط الفوضى الفكرية التي خلقتها الأحداث المتلاحقة في لبنان مؤخراً والتي تضع من يتابعها أمام تناقض رهيب يجد نفسه عاجزاً أشد العجز عن فهمه، كنت أتساءل لما يحصل كل ذلك في لبنان ولما كل ما تقدّم العالم خطوة الى الأمام نعود نحن اللبنانيون خطوة الى الوراء، واذا برافي، صديق لي يفنّد هذه الفوضى على صفحته على الفايسبوك كاتباً:

1- "صودف أني أعمل اليوم في المنزل وهناك حلقة من "أحمر بالخط العريض" عن الزواج المبكر.
2- أمضيت اليومين الماضيين أحاول فهم الفتوى الذي جاء بها مفتينا المحترم
3-هل هذا النظام يحاول أن يقول لي انه من وجهة نظر دينية (كلهم متشابهون)، من المقبول أن يتزوج الأطفال ولكن سأذهب الى الحجيم اذا تزوجت مدنياً؟
4- عادة أنا علمي ومنطقي، هل يمكن لأحد أن يدلني على العلم والمنطق في ذلك؟
5- أي مكان غريب نعيش فيه؟"
بالفعل أي مكان غريب نعيش فيه، يوم يقرر فيه الشيخ أحمد الأسير أن يحتفل بعيد المولد النبوي الشريف مع المئات من أنصاره في فاريا ويؤدي فريضة الصلاة على الثلج في منطقة مسيحية، ويوم يأتينا بعض النواب المسيحيين ليسوّقوا قانون اللقاء الأرثوذكسي الذي يفرز البلد دينياً ومذهبياً وطائفياً، ويوم يصدر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني فتوى تنص على أن كل من يوافق من المسؤولين المسلمين في السلطة التشريعية والتنفيذية في لبنان على تشريع وتقنين الزواج المدني هو مرتد وخارج عن دين الاسلام، ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلّى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين، مثيراً موجة عارمة من الاحتجاجات التي لم تخل بعضها من توجيه حتى الاهانات لشخص المفتي. واعتراض المفتي لا يعني فقط أن المرجعية الدينية الاسلامية في هذا البلد العتيد هي التي تقف ضد الزواج المدني، المرجعية الدينية المسيحية هي أيضاً ضده، كما هو الحال في قانون العنف الأسري، الذي لم يوافق عليه أي منهم، ويعرقلون اقراره، ولكن مرجعية واحدة كانت في واجهة الممانعة. أذكر عندما كنت أعمل على هذا الملف في بدايات طرحه اعلامياً، واستمعت وقتها الى سيدات يتعرضن لأسوأ أنواع العنف من أزواجهن، عندما كنت أسأل أحد رجال الدين المسيحيين عن نقطة خلافية أساسية في القانون المقترح وهي الاغتصاب الزوجي، قال لي وقتها وماذا لو كانت تتمنع نكاية.. وسألت وقتها، اذا كانت راغبة وعلاقتها بزوجها جيّدة لماذا تتمنع؟
لست بصدد مناقشة الأديان وأحوالها الشخصية، فأنا من الذين يؤمنون بالمثل القائل: "كل واحد على دينو الله يعينو"، وأنا مؤمنة أن الأديان السماوية كلها مقدّسة، والمشكلة ليست فيها بل في الاشخاص الذين نصّبوا أنفسهم آمرين وناهين فيها. ولكن أود أن أسأل المفتي هل سأل نفسه كم من هؤلاء المسؤولين وأبنائهم تزوجوا مدنياً خارج لبنان؟ وأسأل كل الذين يعترضون على اقرار الزواج المدني الاختياري في لبنان هل أنتم بذلك تجلبون أبناء طوائفكم الى الزواج الديني وتمنعوهم من الزواج مدنياً؟ لا وما حصل مؤخراً يؤكد ذلك ويبين حجم الذين اختاروا أن يتزوجوا مدنياً، وما دام غير متوفراً في لبنان سافروا الى الخارج وعقدوا قرانهم. أنتم بهذه الطريقة تنفروهم من الدين، فهذا الشباب لا يمكن التعامل معه بهذه الطريقة، انه شباب متعلّم، انفتح على الخارج وأصبح متمرداً على كل الواقع الذي يعيشه، وعدم تشريع الزواج المدني في لبنان لن يثنه، هو فقط يخسّر لبنان أموالاً لصالح دول أخرى، ويكبّر حجم النقمة، فحتى الدين خيار وهناك الكثيرين ممن يؤمنون ببركة الزواج الديني وقداسته ولن يفكروا يوماً بالزواج المدني. أذكر مرة سأل أستاذي في الجامعة اذا كنا نبني جامعة ماذا نبني فيها دار عبادة (جامع وكنيسة) أو ملهى ليلي، أجبته وقتها الاثنين معاً كي يكون أمام الشباب فرصة للتعرف على الاثنين والاختيار، فأثنى على اجابتي وكان معي أنه لا يمكن للتعصب والتزمت أن يجلب الشباب الى صف الدين. اذا نظرنا حولنا وقرأنا كل ما يحصل في هذا العالم، نجد أن التزمت الديني هو سبب كل هذه الفوضى التي يضّج بها العالم، وهو الذي يضعنا على فوّهة بركان لا نعرف متى سينفجر. لست من الدعاة الى العلمانية، ولكنني مع الحرية الشخصية، ليختار كل انسان ما يريد وعندها يكون مسؤولاً عن خياره، وهكذا يتحمّل المسؤولية أكثر، فهذا أشبه بتربية الأطفال، كل ما تركت الطفل يعتمد على نفسه وشرحت له الخطأ والصواب وأعطيته الحرية في الاختيار، يكون مسؤولاً أكثر وخياراته عقلانية أكثر وصوابية أكثر.


Tuesday, January 15, 2013

قانون على قياس الوطن أو قياسهم؟



Print Article
قانون على قياس الوطن أو قياسهم؟
نسرين عجبGMT 7:07 2013 الثلائاء 15 يناير
قانون اللقاء الارثوذكسي، قانون النسبية، قانون الستين، قانون فؤاد بطرس... يطرحون، يتناقشون، يختلفون ويتراشقون بالتصاريح الاعلامية ويكيلون لبعضهم البعض الاتهامات، بأن الآخر يريد أن يفصّل قانوناً على قياسه، قانون يضمن له الوصول الى المجلس النيابي بأكبر عدد من المقاعد.. غريب، وهؤلاء الذين يكيلون الاتهامات على أي قياس يريدون أن يفصّل القانون الانتخابي الجديد؟ لا يحاولوا أن يقولوا لنا انهم يريدون قانوناً على قياس الوطن، فالغبي لن يصدّق ذلك، لو كان الوطن يهمّهم لكانوا قاموا بواجباتهم تجاهه كل من موقع مسؤوليته.

منذ بضعة أشهر عندما كان النواب يتناقشون بوضع قانون جديد للانتخابات في لبنان، أعلن وزير الداخلية مروان شربل أنه يعطي فرصة حتى أول سنة 2013 ليكون قانون الانتخاب الجديد جاهزاً وبالتالي يصبح أمام الوزارة متسع من الوقت للتحضيرات اللوجستية كي تقام الانتخابات في موعدها.. أذكر وقتها عندما كان أعضاء الأطراف السياسية يخرجون من المناقشات، كلهم كانوا يقولون نحن لا نريد قانون الستين والطرف الآخر يماطل حتى يتأخر اقرار القانون الجديد ونعود ونجبر على اجراء الانتخابات على أساس القانون القديم، وينهالون بالنعوت على ذلك القانون، ذي الذيول السورية. وأنا أتابع التصاريح، وأراقب النبرة التي كان يتحدث فيها كل طرف، تلك الثقة بالنفس بأنه على صواب والآخر مخطىء، وكأنه هو المخلّص لهذا البلد والآخر يأخذه الى الخراب. وقتها سألت وماذا عن الشعب اللبناني، ذلك الشعب الذي يتبعون معه سياسة التجويع كي يكون خياره الانتخابي متماشياً مع مصلحتهم، هل فكّر أحدهم برأيه في الموضوع، وان كان أصلاً يثق بهم في أن يختاروا له قانون انتخابي جديد وعليه مجلس نيابي جديد؟ قانون ومجلس يخدمون حقه؟ والمضحك المبكي في هذا الموضوع أن اللبناني أمام خيارين أحلاهما مر، فغير الذين اختاروا أن يكونوا نعاجاً للأحزاب والطوائف، سواء بإرادتهم أو بغير ارادتهم، هناك فئة تريد التغيير الحقيقي، تشعر أنها سئمت من هذا الطاقم السياسي برمته وتحتاج الى دم جديد قادر على التغيير، وهذه الفئة لا تجد البديل القادر على تحقيق طموحها في أن يكون هناك بلد بكل ما للكلمة من معنى وليس مزرعة طوائف! هذه الفئة لا تجد البديل المناسب، أو على الأقل من يسيطرون على اللعبة السياسية حصروا الفرصة بأتبعاهم ولم يعطوا أي فرصة لدم جديد، وعليه كل ما يمكن لهذه الفئة أن تفعله أن تمتنع عن التصويت أو تصوّت بورقة بيضاء كحد أقصى، والتي ان كانت تسجّل موقفاً ولكنها لا تغيّر أي شيء في المعادلة!

منذ نحو ثلاث سنوات تقريباً، وفي مقابلة أجريتها مع مسؤول في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم حول الجهود التي تقوم بها الجامعة لتمكين المغتربين اللبنانين من المشاركة في الانتخابات، سألته وقتها برأيك لما يعرّقل المسؤولين اللبنانيين تصويت المغتربين، فقال لي لأن المغترب لا يحتاج اليهم ليوظفوا ابنه أو لأن يقدموا له الخدمات الاجتماعية، وعليه فصوته سيكون على أساس الكفاءة، كما يحصل في الخارج، وهذا يخيفهم!
المغترب اختار الرحيل بحثاً عن حياة أفضل قدّمتها لها البلدان الأخرى، وبالتالي قد يتأثر بمن يُنتخب في لبنان ولكن ذلك لن يؤثر على حياته شخصياً، ولكن المقيم فحاله متخلفة، والسؤال متى سيصبح للمقيمين موقفاً يحسب له السياسيين حساباً؟ الجواب برسم الشعب اللبناني!
 

Wednesday, January 9, 2013

نقمتهم ألعن من ثورة الطبيعة!



Print Article
نقمتهم ألعن من ثورة الطبيعة!
نسرين عجبGMT 8:00 2013 الأربعاء 9 يناير
الذي يتابع نشرات الأخبار على الشاشات اللبنانية ينتابه الاحباط من المشاهد الدراماتيكية التي يراها، مرة من اهمال الدولة العتيدة ومرة من اهمال الشعب وتعدياته على الاملاك العامة. يتفاجىء المسؤولون بالعاصفة، ككل مرة وكأنها أتت على بغتة، ويستغرب ويحتج من اعتدى على الاملاك النهرية أن تفيض عليه المياه وتغمر ما بناه؟ لما يتفاجئون؟ غريب الا يجب بالمسوؤلين أن يكونوا على استعداد لعاصفة في كانون الثاني، ومن يعتدي على الأنهار ويرمي فيها قاذوراته لما يستغرب اذا ثارت عليه الطبيعة وانتفضت؟ والمضحك المبكي في هذا البلد أن الكل يجعل من المصيبة لعبة للتسلية والنكات؟ وهل أسخف من هكذا شعب غير قادر على محاسبة المسؤولين الذين أصبحوا يعتبرون وصولهم الى حكمه تحصيل حاصل، وبدل أن يأخذ موقفاً منهم كل ما يفعله يخترع النكات! حقا يستحق التهنئة!

الهذا الحد أصبح شعب سطحي كل أولوياته تلقف آخر النكات وتناقلها؟ يفبرك النكات على المسؤولين يضحك يتسلى وفي الحقيقة هو لا يضحك الا على نفسه، فهؤلاء الذين يضحك عليهم يحرموه من أبسط حقوقه، يجرون بلده الصغير الى الخراب حتى أصبح هذا الخراب أمرا واقعا اعتاد عليه. وهل هناك اسوأ من هذا الواقع؟ بلد تسوده العتمة في القرن الواحد والعشرين. بلد بات المريض فيه يخشى أن يذهب الى الطبيب لان مهنة الطب باتت تجارة ويخشى أن يأخذ دواء لان قلة الضمير وصلت ببعضهم الى اغراق الاسواق بالأدوية الفاسدة، ويخشى أن يأكل اللحوم لانها فاسدة ايضا... بلد الأكثر تسويقاً فيه الترويج لمشروبات الطاقة التي لا يدرك من تُسوّق لهم حجم الضرر الذي تخلفه عليهم. بلد ينزل أبناؤه بكل قدراتهم الى الشارع لمحاربة قانون أتى ليحميهم من آثار سم التدخين القاتلة. ووسط كل هذه الفوضى المعيشية يصفّق شعبه للرئيس والزعيم ويتقاتل مع أبناء بلده لان أحدهم يدافع عن النظام السوري والآخر يشتمه، وكأن كل مشاكلنا في لبنان حلّت ولم يعد هناك هم غير الموقف من النظام السوري! وفي النهاية يفاخر ويقول لبناني وبفتخر. عجباً! بماذا يفتخر؟ بأن يصنف بلده ضمن قائمة البلدان الأكثر فساداً؟ بأن يصبح هم بيروت، التي كانت تُعرف بسويسرا الشرق، أن تقي نفسها من المطر، النعمة التي تفتقدها الكثير من البلدان!

الطبيعة اذا ثارت فلأنها تعمل وفق نظام الكارما وتثور على من يعتدي عليها، لا تعتدي على أحد، ولا تميّز بين دين وآخر وبين جنسية وأخرى، أما من يتأفف منها فيجدر به أن يعيد حساباته ويفكّر بمسؤولياته ويحدّد على من يجب أن يثور!