Wednesday, December 13, 2017

قاومي يا قدس يا عربية!










يا قدس هل كان ترامب سيجرؤ على إعلانك عاصمة لاسرائيل لو لم يبعك القادة العرب وفي مقدمتهم القادة الفلسطينيين؟ هل كانت إسرائيل ستجرؤ على انتهاك كل القرارات الدولية لتحوّل العاصمة العربية المتجذرة إلى تل أبيب ثانية؟ 
لا ما كانوا سيجرؤون، فالمثل اللبناني يقول "الحيط الواطي كل الناس بتقفزو" وهكذا غدت فلسطين .. حائط واطٍ الكل يعبره من دون أن يعبّره!
أذكر منذ بضع سنوات وفيما كنا نتحدث مع صديقة لنا، وهي أردنية كندية، عن فلسطين، أخبرتنا بسخرية ممزوجة بغصة كيف أنها بجواز سفرها الكندي تستطيع الدخول الى كنيسة القيامة فيما خالتها التي تعيش على مقربة من الكنيسة ممنوعة من الدخول إليها لأنها فلسطينية!!! وأذكر كيف منذ عدة سنوات كان يخبرنا أحد الأصدقاء الفلسطينيين، وهو منتج أفلام، عن وثائقي نفذه عن تفشي المخدرات بين الشباب الفلسطيني؛ ومن النتائج التي توصل إليها الوثائقي بأنه يسمح للشباب الفلسطيني بالدخول إلى القدس في حال واحدة فقط، اذا قالوا إنهم يريدون أن يدخلوا لتعاطي المخدرات، وعندها يمكن أن ترى الشاب الفلسطيني يتعاطى وهو واقف بجانب شرطي إسرائيلي!
هذا بعض مما عرفته عن القدس من أصدقائي الفلسطينين الذين يعيشون بين بيت لحم وغزة ورام الله.... هذه القدس العربية المغتصبة التي وصلتنا أخبارها، وما قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلانها عاصمة لاسرائيل إلا تكريساً لأمر واقع مر يعيشه الفلسطينيون كل يوم!
اتخذ القرار ولم نسمع الا صدى الشجب، ماذا عن الفعل على أرض الواقع؟ ماذا فعل القادة العرب للتمسك بمدينة المقدسات العربية والحؤول دون أن تنتزعها اسرائيل من قلب فلسطين؟
نعم قد يقول قائل لما سأكون ملكياً أكثر من الملك، اذا كان قادة فلسطين باعوا القضية مقابل مصالحهم الشخصية، هل يلام من هم أبعد اذا تنكروا لقضية معمّرة مقابل مصالحهم الشخصية؟
اتخذ القرار وشرعت اسرائيل ببناء المستوطنات، ماذا سيحدث الآن؟ ماذا سيحّل بمن بقوا في القدس من عرب ٤٨؟ وماذا سيحّل بالمقدسات الدينية التي يعاني المؤمنون من الديانتين المسيحية والمسلمة الأمرين في ولوجها؟ وماذا وماذا وماذا؟ أسئلة كثيرة تتبادر الى الأذهان!
يا قدس وعينا عليك عربية تناهض الاحتلال الاسرائيلي بنبض الثورة ولكن ماذا سيتبقى من عروبتك لأولادنا؟ الأمر مرهون بكرامة عربية نائمة، كرامة خدرتها المصالح وما أُخذ بالقوة لا يعاد إلا بالقوة!!! فقاومي يا قدس يا عربية قاومي حتى آخر رمق حتى لو خذلوك!

http://elaph.com/Web/Opinion/2017/12/1180653.html


ِشهداؤنا سامحونا











أسدل الستار على آخر فصل من فصول الرواية.. رواية غاب أبطالها إلى غير رجعة تاركين حرقتين إحداها على فراق لن يعرف الوصال، والثانية على وطن تحرير أسرى حزب فيه استنفر كل الصفقات، مهما كان ثمنها باهضاً، ولم يستنفر شيئاً لتحرير جنود طبعوا على جبينهم اسم الوطن!

لو عدلوا وساووا بين الاثنين لكنا قلنا كرامة الوطن بخير ولكن بعد الذي حصل كيف لأهلهم ألا يكفروا بهذا الوطن! كيف لدمائهم أن تغفر؟ وكيف لشعب أن يؤمن بعد ببلد تتبدل فيه المبادىء حسب المصالح وينساق الكل فيه خلف الأقوى وجودياً؟ كيف؟

كم نحن غرباء! حقاً كم نحن غرباء! كيف نقبل بأن تحاك الصفقات هكذا على الملأ؟ كيف نسمح بأن يختفي جنود وطن ثلاث سنوات من دون أن تعرف حقيقة مصيرهم وتبقى التحركات لتحريرهم عنترات إعلامية وضرب على وجع أهاليهم الذين كانوا يستجدون معلومة من هنا أو هناك.. وفجأة وتحت شعار من أجل ظفر (مقاوم) نسمح بأن يتعاملوا معنا كسذّج ويتبجحون بصفقات انسانية! أين كانت الانسانية عندما كان أهالي العسكريين المخطوفين يموتون كل يوم في الساحات؟ أين كانت عندما افترشوا الأرض وجعاً؟ أين كانت؟

لقب شهيد لن يمسح عن أطفالهم واقع اليتم ولن يبدّد السواد الذي اتشحت به قلوب أمهاتهم وزوجاتهم! كل المهرجانات الشعبية لن تعيد الروح الى أجساد تيبست في أحضان إرهابية! وكل التعاطف لن يعيد الاعتبار لوطن تنكست هيبته!

يا شهداء وطني دماؤكم التي ذهبت هدراً عارٌ على بلد علا فيه صوت الحزب على صوت الوطن... في عيدكم نغني "كلنا للوطن" ولكن الحقيقة يا شهداء وطني أن كل الوطن بات ألعوبة بيد فاخوري يركّب أذن الجرة كما يحلو له، وسلطة تخافه وتصفق له كل ما صنّع جرة مشوّهة بحسب مصالحه.

سامحونا يا شهداء وطني فنحن بتنا أضعف من أن نثور لدمائكم، نحن كنا أضعف من أن نبرم صفقات ونعطيها اسم الانسانية لنحرركم من أيد جاهلية... سامحونا فنحن مثلكم في بلد، السلطة والنفوذ فيه ليست لجيشه بل للأقوى عسكرياً، ونحن أعجز من أن نرجع لكم كرامة وطن باتت مهدورة!! سامحونا لأننا لم نكن على قدر الأمانة وبدل أن يكون استشهادكم وساماً على جبين الأرزة غدا عاراً علينا!