ألم يشبعوا من رائحة دمنا!
| |||
نسرين عجب | GMT 6:01 2012 السبت 20 أكتوبر | ||
شريط من الأحداث المؤلمة استعادته مخيلتي... عادت الى أذناي تلك الصعقة من دوّي الانفجار في السان جورج، يوم اغتالوا الرئيس رفيق الحريري، وكر بعده شريط الاغتيالات والرعب الذي كان يقض مضجع اللبنانيين كل يوم وآخر.
استعادت عيناي مشاهد الدمار في ذلك المسلسل الدموي الذي كان يحصد كل يوم وآخر رجلا لا تعجبهم سياسته أو يؤثر عليهم بطريقة أو بأخرى. لا يزال عقلي الباطني يحفظ تلك الصور والتي ما هي الا جمر تحت الرماد، وما حادثة الأشرفية واغتيال العميد وسام الحسن ومعه ثلة من الأبرياء الا تحريكا لهذا الجمر ليشتعل أكثر في قلوب اللبنانيين التي لاعت.
بالأمس عاد الى لبنان واليوم تم اغتياله.. كم يشبه غدره الغدر بجبران التويني وكم في ذلك نقاطا سوداء جديدة في ملف التواطؤ والفساد والافساد.
ألم يشبعوا من رائحة الدم أم أن الدم هو لعبتهم المفضلة بعد أن أزكم الحقد أنوفهم! ظننا نحن اللبنانيين أن زمن الموت المتنقل على الطرقات ولى، ظننا أن أيديهم المجرمة شبعت ولكن يبدو أن لعبة الموت أصبحت ادمانا في دمهم كل ما تجري في عروقهم أكثر كل ما يريدوا منها أكثر، استساغوها وكأني أراهم يضحكون على قبر الذين يموتون، يحتفلون ويسكرون على أحداث أصبحت طقساً مجهول الزمان والمكان في حياة اللبنانيين، الذين يبدو أن قدرهم أن يعيشوا دائما على وقع الخوف والرعب.
من قتل وسام الحسن؟ أصابع الاتهام توجه نفسها، قد تكون أكثر من جهة متورطة بالدم، هنا أو هناك ما الفرق، فالاجرام لا هوية له هو واحد.. رد حاقد. بغض النظر من هو وسام الحسن وبغض النظر من يمثل، ولكن من هم ليقرروا توقيت توقف نبضاته؟ الأكيد أنه يعرف الكثير عن جرائمهم التي هم أجبن من مواجهتها ولأن الحق يدحض باطلهم.. خافوه فقتلوه كما قتلوا غيره وكما سيقتلوا المزيد ممن هم على لوائحهم من أولئك الذين يعترضون مخططاتهم.. خافوه فقتلوه من دون أن يكترثوا أن هناك أبرياء يدفعون ثمن جرائمهم..
لا ننتظر صحوة ضميرهم، فلا ضمير لمن أصبح القتل هويته.. ولكن لا بد للعدالة أن تأخذ مجراها ويأخذون جزاءهم.. ولو بعد حين!
| |||
Saturday, October 20, 2012
ألم يشبعوا من رائحة دمنا!
Friday, October 5, 2012
"دولة حزب الله" بقلم صحافية رومانية
Tuesday, October 2, 2012
فطرة الكلام وتشويه الحقائق
فطرة الكلام وتشويه الحقائق
الثلاثاء 2 أكتوبر 2012
نسرين عجب
أول ما يبدأ الطفل في النطق نعلّمه الكلام، نسعد بكلماته
الأولى التي تشكّل بالنسبة لنا أولى خطوات نموّه ككائن ناطق. من هذه النقطة نلاحظ أننا
نحن البشر نميل بالفطرة الى الكلام وبعض الناس تكون عندهم هذه الفطرة أشبه بالنهم في
عالم يقوم التواصل فيه بشكل أساسي على الكلام. لا مشكلة حتى الآن ولكن كم يستخدم الكلام
بطريقة سلبية، عن قصد وغير قصد، وتكون نتيجته دموية.
وسط كم الأخبار التي نسمع كل يوم، سواء السياسية منها
أو غير السياسية يستوقفك للحظات التفكير نقديا في صحة ودقة ما يقال وما ينقل وما يمكن
أن يكون الخبر أصلا وكيف يصل مشوها في صيغته النهائية.
أذكر أننا كنا في ورشة عمل تدريبية تحت عنوان "حل
النزاعات". كنا وقتها نحو 12 صحفيا، وفي أحد التمارين طلب المدرب من 5 أشخاص مغادرة
القاعة، وطلب الى شابة من بيننا أن تتوجه اليه ومن الباقين أن يراقبوا ما يحصل.
ورحنا نراقب، أعطاها بضعة لوحات وطلب اليها أن تختار
واحدة منها وتحفظ ما فيها، ثم أخذ منها اللوحة وطلب الى أحد الذين في الخارج ان يدخل
واليها أن تشرح له ما رأت. قالت رأيت لوحة فيها مرفأ يبدو أنه يتم فيه تبادل البضائع،
الشمس مشرقة، وهناك شاب وفتاة على المرفأ يبدو أنهما يحبان بعضهما البعض وتفاصيل أخرى.
ثم طلب المدرب من ذلك الشاب أن يحفظ ما قالته له وينقله الى آخر استدعاه من الخارج،
وهكذا دواليك حتى دخل كل الذين في الخارج. والمفاجأة كانت أن الخبر الذي نقل بالتواتر
وصل في صيغته النهائية يحصل تجارة بالمخدرات، غاب وجود اللوحة من الأصل... مع التذكير
أن التمرين كان ينفذه صحافيون، وأول درس يأخذه طلاب الصحافة الدقة والموضوعية. ضحك
المدرب وقال هكذا تنقل الأخبار.
لم يقصد أي أحد تشويه الحقيقة ولكن النتيجة كانت أن نقل
الخبر أطاح بحقيقته، فكيف اذا أراد أحدهم تشويه الحقيقة عن قصد، كيف يمكن أن يصل؟ هذا
التمرين العفوي ببساطته يطرح علامة استفهام حقيقية حول مدى صحة ما يتم تناقله كل يوم،
وحول تأثير شخصية من ينقله ورؤيته للامور ومواقفه الشخصية على مصداقية ما ينشره أو
ينقله. والعبرة قد لا تكون في الخبر الذي ربما يُنسى بعد حين ولكن العبرة في ردات الفعل
التي يولدها والتي لا تقف عند حد خبر من هنا وخبر من هناك وتكون في بعض الأحيان كارثية.
-
See more at:
http://www.elaph.com/Web/opinion/2012/10/765398.html#sthash.KGZQEC3h.dpuf
Subscribe to:
Posts (Atom)