Tuesday, September 3, 2013

ارحموا سوريا

إرحموا سوريا
نسرين عجبGMT 6:09 2013 الثلائاء 3 سبتمبر
يوم ارتكبوا تلك المجزرة، مجزرة الكيماوي في سوريا، كغيري سمعت عنها في الأخبار المتناقلة عبر الفايسبوك أولاً والوسائل الاعلامية ثانية، توقفت عند بعض ما كتب حول الموضوع من أعراض الاصابة ومخاطر الغازات الكيماوية، ولكني لم أجرؤ وقتها أن أشاهد أي من الفيديوهات التي تم تداولها، بالأخص أن تلك المجزرة المشؤومة ترافقت مع تعداد أرقام كبيرة من الأطفال الضحايا، وأنا أعترف أني ضعيفة أمام الأطفال. بالأمس وأنا أقلب على الشاشة الصغيرة لاحظت أن الجزيرة تعرض وثائقياً حول الموضوع، وفضولي الصحفي كان أقوى هذه المرة من ضعفي العاطفي. رأيت أولئك الأطفال وسمعت صرخات أهلهم اللاعنة للنظام، لم تقوى دموعي على محاربة مشاعري فسقطت من دون أن تستئذنني..

منذ بضعة أيام كنت أفكر وأنتقد تدخل أميركا واعلانها أنها ستضرب سوريا، مع أني ضد ممارسات ذاك النظام واجرامه، ولكن أميركا دخلت الى العراق وأسقطت صدام ولكنها ساهمت في خراب العراق وخفت على سوريا أن تؤول الى ما آل اليه العراق، مع أن المقارنة مجحفة، فسوريا اليوم تئن حقاً من الاجرام العلني. الا أن مشاهد الأطفال كان لها وقع موجع يجعلك تشعر أنه لا بد لطرف آخر أن يتدخل، طرف أقوى من أولئك الأطفال العزل يحميهم، طرف قادر أن يوقف هذا النظام المجرم الذي يبدو أنه مسّه الجنون والافلاس فلم يعد يتورع عن أبشع الممارسات وأفظعها فقط ليحافظ على وجوده.

وهنا أسأل اذا قُتل السوريين بهذه الوحشية من سيتبقى ليُحكم وسط هذا الاقتال على السلطة، وأقف عند من يدعم ذاك النظام لأسأله ألم تكفيكم تلك المجازر لتتخذوا موقفاً حقيقاً لا ان تتبجحوا بدعمكم للنظام، ألهذا الحد عميت أبصاركم، وخدرت انسانيتكم! وماذا بعد... لماذا قدرنا نحن العرب أن نقتل بعضنا بعضا حتى نعطي الذرائع لأميركا ومن خلفها اسرائيل لقطف الثمار على طبق من ذهب، تحت مسمى الانسانية؟.. لماذا هذا الكم من الإجرام المتجذر في دماء الأنظمة من العراق الى سوريا؟
أي عقد نفسية يعيشونها حتى يصبح الدم عشقهم، وأي مأسأة تنتظر من بقوا ولم تتفحم أجسادهم حتى الآن؟ ألم يشبعوا أولئك المجرمون من رائحة الدم؟ أين أمهاتهم عنهم فقلب الأم ينبض بالعاطفة الم يرثوا ولو شذرات من العاطفة؟ ارحموا سوريا فلعنة الأطفال لن تترككم بسلام.. ارحموا سوريا لترحموا أنفسكم، فلكل شيء نهاية وإن أفلتم من الموت لن تفلتوا من اللعنة!