Saturday, August 29, 2009

اختتام برنامج التبادل الشبابي العراقي اللبناني لحل النزاعات

http://www.elaph.com/Web/Youth/2009/8/476574.htm

اختتام برنامج التبادل الشبابي العراقي اللبناني لحل النزاعات
GMT 10:00:00 2009 الجمعة 28 أغسطس
نسرين عجب

نسرين عجب من بيروت : "الوصول الى هدف معين يتطلب السير خطوة تلو الخطوة مثل خطوات الطفل". هذا ما خلص اليه المشاركون في "برنامج التبادل الشبابي العراقي- اللبناني الرابع حول المناصرة لحل النزاعات"، والذي كان موضوع ورشة عمل نظمها منتدى التنمية والثقافة والحوار لـ 27 مشتركاً، 15 لبنانياً و12 عراقياً.وبحسب المساعدة في تنفيذ المشروع سارة السباعي، يُفترض بالمشاركين ان يطبقوا ما أخذوه في ورشة العمل ويساعدوا جمعياتهم في مشاريع المناصرة. هذا بالنسبة إلى العراقيين، لأنه تم اختيارهم من جمعيات أهلية. أما بالنسبة إلى اللبنانيين، ومعظمهم ناشطون، فالمطلوب منهم نشر مهارات المناصرة في محيطهم عبر إقامة ورش عمل صغيرة، على أن يرسل الكل تقارير عن نشاطاتهم.
استمرت ورشة العمل 6 أيام، وتنوعت النشاطات ما بين العملي والنظري. في اليوم الأول، وبهدف كسر الجليد، أقام المنظمون بعض الألعاب الرياضية لبناء التواصل بين المشاركين عبر العمل الجماعي وبناء الثقة بينهم، وبهدف تنمية شخصياتهم ومساعدتهم للتغلب على مخاوفهم.
خُصص اليومان الثاني والثالث للمناصرة مع التركيز على حل النزاعات وبناء السلام، وتم تقسيم المشتركين الى فرق، وكان على كل فريق أن يختار قضية ويناصرها.
اليوم الرابع كان لزيارة مواقع مختلفة، وكان مخصصاً للعراقيين لتعريفهم إلى المعالم السياحية في لبنان، وشملت الجولة جعيتا والحمراء والروشة التي أصّروا على الذهاب اليها.
كان لاستعمالات الانترنت في المناصرة حصة في اليوم الخامس، حيث تعلم المشاركون كيفية استخدام الانترنت لنشر المعلومات وتلقي الردود عليها. وفي اليوم السادس أعطيت محاضرات في كيفية استخدام الفيديو والكاميرا في خدمة المناصرة، فضلاً عن تحرير المواد وتحميلها عبر الانترنت.
يجمع المشاركون على أن ورشة العمل فتحت المجال أمامهم للتعرف إلى الآخر اللبناني أو العراقي، وكانت فرصة للاستفادة من المعلومات ولقضاء أوقات مسلية مع بعضهم بعضًا والتي كانت تمتد الى جلسات موسيقى وشعر ليلاً.
ماذا اكتسب المتدربون من ورشة العمل؟
موضوع المناصرة جديد بالنسبة إلى ميساء بليبل (21 سنة)، لبنانية وتعمل في جمعية ALEF وتعطي ندوات عن حقوق الانسان لطلاب المدارس. وتقول إنها اكتسبت أدوات جديدة وستستعى الى ايصال الأفكار التي اكتسبتها بطرق أبسط، مستفيدة من الانترنت. وعلى الصعيد الشخصي ومن خلال مراقبة الميسرين لورشة العمل كانت تلاحظ نقاط الضعف ونقاط القوة. ومن الأشياء التي توقفت عندها تحرك الميسر أثناء اعطاء المحاضرات، معتبرة أن ذلك يشتت الأفكار.
لم تكن ميساء تعرف أحدا من المتدربين، وكانت هناك صعوبة في التواصل انطلاقاً من أن كلا منهما من خلفية، ولكن مع الوقت أصبح التواصل أفضل حتى باتت تشعر أنهم كعائلتها. وبرأي ميساء ورش العمل تزيد الثقة بالنفس، كما تمنح الشخص فرصة التواصل مع الآخرين وتقبل من هو مختلف عنهم.
كان ثامر عاصي (27 عاماً)، عراقي ويعمل في منظمة الحرة، خائفاً أول ما أتى الى لبنان من الاختلاف، ولكنه تأقلم بسرعة مع الشباب اللبناني. ويقارن أن ورشة العمل تقوم على العملي والنظري ما يضفي عليها الحيوية ويجعلها ترسخ في الذهن أكثر، على عكس ما يحصل في العراق حيث تستخدم الطرق النظرية. ويعتبر أن أهم شيء تعلمه خلال ورشة العمل هو التخطيط للوصول الى هدف معين.
ويشير الى أن السهرات التي نظموها أخرجتهم من الجدية وشدّت أواصر الصداقة بينهم. أما كيف سيطبق؟ فيقول إنه سيطوع ما أخذه في مشاريع يخططون لها في العراق ومنها مسيرة لمناصرة الأقلية المسيحية في البلاد. ومن أهم المشاريع التي سيعمل عليها: "القضاء على البطالة لبناء السلام. نحو عراق مزدهر يقضي على الفساد. نتحد لوقف الارهاب. ويداً بيد لبناء السلام".
لا يختلف الحال بالنسبة الى سارة الأسدي (23 عاماً)، عراقية وتعمل في جمعية الفردوس، وتشارك للمرة الأولى في ورشة عمل في لبنان. وتعتبر ان التجربة جيدة جداً واستفادت كثيرا. وتشير الى أن ورشة العمل تضمنت الكثير من الاختبارات التي عرّفتها الى اللبنانيين ما أظهر لها أنهم من بيئة مشابهة للبيئة العراقية. وتؤكد سارة أنها بعد انتهاء ورشة العمل، ستحاول أن تنقل المعلومات التي أخذتها عبر اقامة ورش عمل مماثلة في العراق.
بالنسبة اليه ينوّه محمد عنان (19 سنة)، لبناني ويعمل في مركز الشباب للقيادة (YLC)، بخبرة المدربين وقدرتهم على ايصال الرسالة بأفضل طريقة. ويقول انه سيحاول أن يوصل كل شيء تعلمه الى المجتمع الذي يعيش فيه، من أهله الى أصدقائه والشباب الذين يدربهم.
في ما يخصها، تقول ايناس فريد (25 سنة)، وهي عراقية وتعمل في جمعية المرأة والطفولة، أن كل شيء عن حل النزاعات أخذته في ورش عمل سابقة. وتعلّق: "نحن كل يوم نحل نزاعا جديدا في بغداد". وتعطي مثالاً عملها سنة 2003 مع اليونسيف في اول نزاع في بغداد، أثناء تهجير الفلسطينيين من العراق.
تصف ايناس ورشة العمل بالجميلة، لكنها تتذمر من أن الوقت كان طويلاً جداً. وتلفت الى أنها تفضل التمارين العملية لأنها توصل المعلومة بشكل أسرع من المحاضرات وترسخ في الذاكرة. وعن اللبنانيين تقول انها المرة الأولى التي تشارك معهم في ورشة عمل، ما سنح لها تصحيح صورة العراقيات بأنهن غير مثقفات.
من جهتها، تقول ميسم ريحان (19 سنة)، لبنانية وتعمل في جمعية "نحو المواطنية"، ان ورشة العمل، ساعدتها على كسر حاجز خوفها من المرتفعات حيث مشت على الحبال المعلقة في الهواء ضمن نشاطات اليوم الأول. وتضيف ان معلوماتها زادت كثيراً وتبدي اعجابها بالوسائل التي استخدمت في ورشة العمل والتي وصفتها بالمسلية، مشيرة الى أنها ستحتفظ بالمعلومات التي أخذتها لتطبقها في ورش عمل ستنظمها لاحقاً.
المشاركة في ورشة العمل نابعة من دافع ما. وفي هذا الصدد يقول عماد خليل (22 سنة) عراقي ويعمل في منظمة سلام الرافدين، إن الذي شجعه للمشاركة الرغبة في تبادل المعلومات مع الشباب اللبناني، مشيراً الى أنه استفاد كثيراً خصوصاً من حلقات المناصرة التي شعر في المناقشات التي تلتها بالتقارب بالرأي مع اللبنايين. ويؤكد أنه سيوصل المعلومات التي أخذها الى المجتمع المحيط به مثل الأهل والأصدقاء. وينوّه بروح الجماعة بين المتدربين، مشيراً الى أنه سيبقى على اتصال بالشباب اللبناني عبر الانترنت لتبادل المزيد والمزيد من المعلومات في المستقبل.
في المحصلة، الشباب هم قوام المجتمع، وتشكّل ورش العمل فرصة حقيقية لجمعهم من مختلف التوجهات والجنسيات، وتلعب دوراً مهماً في تبديد فكرة الآخر المختلف فضلاً عن صقل معرفتهم وتطويرها، ما ينعكس ايجاباً على المجتمع.
google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);

No comments:

Post a Comment