Tuesday, July 8, 2014

تطرّف اللبناني.. حتى في كأس العالم!




تطرّف اللبناني.. حتى في كأس العالم!
نسرين عجبGMT 13:03 2014 الثلائاء 8 يوليو
يستوقفني بين الحين والآخر بعض الاشياء التي تثير استغرابي على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، مثل أن يكون لطفل في الخامسة من عمره صفحة خاصة، أو تلقي كمّ من الدعوات الى ألعاب من أمهات، وأحياناً في أوقات متأخرة من الليل. ماذا يمكن لطفل في الخامسة أن يفهم في الفايسبوك، وكم من المسؤوليات تهملها أم لتتواجد بهذا القدر على الموقع؟ واذا كانت هذه الحالات تنحصر بالجانب الاجتماعي، فما يستوقفني فعلاً ويثير قلقي، التطرف الذي أقرؤه في تعليقات بعض الأصدقاء على الأحداث. ومع ارتفاع احتقان الشارع اللبناني، أحياناً يلتقي على صفحتي، جنباً الى جنب، تعليق لأحد من 14 آذار يحرّض على 8 آذار وتعليق لأحد من 8 آذار يحرّض على 14 آذار.. وأسأل نفسي يلتقي تطرفهما على الفايسبوك ويترك هذا الأثر السلبي في داخلي، فكيف اذا التقيا وجهاً لوجه، ماذا يمكن أن يحصل؟ هذا التطرف في التعاطي مع الأمور انسحب أيضاً على مباريات كأس العالم، فكثيراً ما ترد أمامك عبارة "مش قارينكم"، يقولها مشجع لاحدى الفرق لمشجعي الفريق الآخر.. حتى في الرياضة تغيب الروح الرياضية!

هذه لعبة رياضية تقام على أرض تبعد ساعات وساعات عن لبنان ونتطرف في تشجيع من يلعبون فيها، نتطرف لفرق لا يمتون لنا بصلة ومن المؤكد لبنان ليس ضمن اهتماماتهم، هذا اذا كانوا سمعوا عنه بالدرجة الأولى، وما ذلك الا انعكاس لتطرف وعدائية أصبحا جزءاً من ثقافتنا، وإن يكونا نافرين أكثر في السياسة.
لا أدعي الطوباوية، أنا مشجعة رياضية وكلبنانية كان لي موقف سياسي يؤيد هذا الموقف أو يعارض ذاك، ولكن مع الوقت بدأت تتبلور قناعة راسخة لدي أن كلا الطرفين يعمل بما يخدم مصلحته وأننا كشعب، لسنا بالنسبة للسياسيين سوى مجرد فتيل يحكمون القبضة عليه، قنبلة موقوتة تُحشى بالبارود لتفجيره في التوقيت الذي يناسب مصلحتهم. وصرت أرى كيف أصبح الشعب اللبناني مخدراً، تُسحب منه الحقوق والخدمات، وصفحات الفايسبوك تضّج بتأييد هذا الفريق ومعارضة ذاك، شتيمة وعنصرية وتحريض كل ضد الفريق الآخر، ضحك على مهزلة وضعنا الاقتصادي والمعيشي تنكيت على انقطاع الكهرباء وشح المياه وازدحام السير والفراغ الرئاسي وتمديد مجلس النواب لنفسه، وشراسة وقذح وذم لأخصام الزعيم.. وبدل التيقض والوعي للواقع السياسي المتأزم، اللبنانيون مستنفرون ومستعدون لحرب أهلية بسبب مباريات كأس العالم!!

No comments:

Post a Comment